تتحضر مدرسة تشيستر هيل الثانوية في جنوب غرب سيدني لتخريج فوج من الطباخين الصغار في غضون الشهر القادم. وذلك ضمن منح دراسية تقدم لهم فرص عمل في قطاع الضيافة في سيدني.
شهدنا على مدار العامين الماضيين التزام الطلاب في جميع أنحاء البلاد بقيود غير مسبوقة بسبب أزمة الوباء. بما في ذلك إجراءات العزل التي منعتهم من التواجد في المدرسة والتفاعل مع أقرانهم ومعلميهم، مما كان له آثار نفسية كبيرة عليهم.
ووفقًا للمسح الذي قامت به منظمة Community Care Kitchen على العائلات التي تقدم لها الخدمات في جنوب غرب سيدني، عانى العديد من الطلاب الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 16 عامًا من القلق والذعر وأعراض الوسواس القهري والأرق ومشاكل في الجهاز الهضمي بالإضافة إلى أعراض الاكتئاب والإجهاد اللاحق للصدمة.
وكل ذلك يُعزى ليس فقط إلى الجائحة ولكنها مشتقة أيضًا من آثار العزلة الاجتماعية طويلة الأمد. وهذه أيضًا نتائج مدعومة من قبل المجلات النفسية الرائدة، حول آثار الوباء على الطلاب في سن المدرسة الثانوية.
اذ أفادت المجلة الطبية The Lancet عن دراسات مثيرة للقلق حول آثار العزلة، حيث يمكن أن يكون لفترات العزل التي تدوم أقل من 10 أيام آثار طويلة المدى، مع ظهور أعراض نفسية لها بعد 3 سنوات.
ومن أجل مكافحة هذا، أطلقت منظمة Community Care Kitchen الخيرية برنامجًا للمنح الدراسية الأول من نوعه على مستوى البلاد، من شأنه أن يرى 22 طالبًا متأثرين بشدة بالعزلة طويلة الأجل، الحصول على فرصة لإكمال دورة طهي تجارية معتمدة لمدة 10 أسابيع في مدرسة الطهي في منطقة Punchbowl.
وتستخدم الدورة استراتيجيات للعلاج بالطهي للمساعدة في تهدئة الآثار المترتبة على العزلة طويلة الأمد، والانتهاء منها سيؤهل الطلاب أيضًا للعمل في جميع أماكن الضيافة، وستدعم خلق فرص عمل للشباب الذين ما زالوا في المدرسة والذين تركوا المدرسة في وقت مبكر.
ناجيحا سهيوني، رئيسة قسم الدراسات الثانوية في مدرسة تشيستر هيل، مدافعة شغوفة عن طلابها، والتي كانت رائدة في البرنامج مع سناء قرانوح، الرئيسة الحالية Community Care Kitchen.
تقول السيدة نجيحا إنها شهدت تغييرًا لا يمكن إنكاره في سلوك طلابها.
“لا يمكنهم الانتظار للذهاب إلى مدرسة الطهي كل أسبوع لحضور البرنامج، فهم يتفاعلون مع أقرانهم في مكان تعليمي وآمن يعلمهم المسؤولية والمهارات ذات الصلة بالضيافة والاعتماد على النفس بالإضافة إلى مهارات التواصل مع الآخرين “.
“أنا فخورة جدًا بكل طالب يقوم بهذه الدورة. اذ طور كل منهم طريقة تفكيره – حيث يمكنهم إكمال كل تحد يمرون به. وأصبحوا قادرين على حل المشاكل ووضع الأولويات، لقد طوروا مهارات ستبقى معهم مدى الحياة “.
وتضيف: “لقد منح مطبخ الرعاية المجتمعية لطلاب كلية الصحة والعلوم الإنسانية فرصة لم تتح لهم أبدًا. لمدة عامين، كان طلابنا معزولين اجتماعيًا – غير قادرين على الاختلاط بأفواج أخرى، أو الذهاب في رحلة واحدة، أو تطبيق ما تعلموه في الفصل الدراسي في العالم الحقيقي. والان قدمت لهم هذه الفرصة مخرجا من تلك العزلة الاجتماعية. ونتيجة لذلك طور الطلاب المهارات الحيوية اللازمة للازدهار في عالم متغير. ”
“أي تغيير إيجابي، مهما كان حجمه، هو فوز لنا، رؤية الطلاب يزدهرون في بيئة تدعمهم وتغذي قدراتهم ومهاراتهم، هو شعور لا يصدق بالنسبة لي”.
ومن جانبها تقول سناء قرانوح إن برنامج المنح الدراسية كان مهمًا جدا بالنسبة لها ولفريق عملها.
“جنوب غرب سيدني وخاصة المناطق ذات المجتمعات متعددة الثقافات عانت أكثر من غيرها من حيث القيود، كانت قواعد العزل فيها الأكثر صرامة. ومن خلال بحثنا، وجدنا انه كان للقيود تأثير مدمر على الشباب في سن المدرسة الثانوية”.
العديد من الطلاب استخدموا المدرسة كمتنفس لهم، وعندما سلبوا من هذا، كان لهذا تأثير شديد على صحتهم النفسية “.
.jpeg?imwidth=1280)
“نأمل أن يخلق برنامج المنح الدراسية هذا تأثيرًا طويل المدى على الطلاب حيث يمكن اعتمادهم في صناعة ما، وبالنسبة لتأمين دخل لهم والمهارات اللازمة للخوض في عزلة مماثلة طويلة الأجل”.
ويقول السيد بشار كريم، مدير The Culinary Group، مدرسة الطبخ التي تقدم البرنامج للطلاب، عن خططه لإنشاء برنامج دائم للمنح الدراسية حيث يتعين على المدارس في LGA المتضررة دعم 20 ٪ فقط من تكاليف المنح الدراسية الكاملة.
“يعد برنامج المنح الدراسية الذي أنشأته Community Care Kitchen أمرًا استثنائيًا، لقد رأيت أولاً كيف تغير الطلاب من الدرس الأول، ونحن الآن في منتصف الطريق تقريبًا، أعطتني الثقة والتفاعلات الاجتماعية الإيجابية التي رأيتها الثقة لدعم استمرار برنامج المنح “.
حتى الآن، تم منح مدرستين أخريين في جنوب غرب سيدني الوصول إلى برنامج المنح الدراسية للطهي، مع وجود العديد من المدارس الأخرى في قائمة الانتظار.
